بالفيديو كضربها بالرصاص.. الذبح الغير رحيم يهدد سوق الماشية في غزة!

الساعة 03:28 م|28 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

لم يستطع الذباح أبو محمد السيطرة على أحد العجول في عيد الأضحى، فأضطر للاستعانة بسلاحٍ رشاش، حيث أطلق 3 رصاصات على ساقي العجل، وبعدها بدأ بالذبح، كذلك الذباح أبو ابراهيم فقع إحدى عيون إحدى الأضاحي قبل الذبح.. تلك عينة بسيطة من الذبح (الغير رحيم) الذي يتنافى مع آداب وشروط الأضحية في الإسلام.

واثَرَ الذبح (الغير رحيم) في قطاع غزة على استيراد العجول من دول عدة أبرزهم استراليا التي تعتبر أكبر أسواق العجول في العالم، الأمر الذي أحدث إرباكا كبيرا في سوق الأضاحي والمواشي في غزة، خاصة وان أستراليا تُصدِر جميع أنواع العجول من بينها « الشراري الأحمر » المعروف بأفضليته للذبح مقارنة بالعجول الاخرى، نظراً لاكتمال نصاب العجل  العُمري عند موعد الذبح والتي يشترط أن تكون فوق سنتين.

 

 أثَرَ الذبح (الغير رحيم) في قطاع غزة على استيراد العجول من دول عدة أبرزهم استراليا التي تعتبر أكبر أسواق العجول في العالم

وكانت السلطات في أستراليا قد عزمت العام الماضي وقف تصدير الماشية إلى قطاع غزة بزعم « إساءة معاملة تلك الماشية ».

ونقلت صحيفة « ذا وِست أستراليان » الأسترالية عن وزارة الزراعة والثروة الحيوانية أن قرار وقف التصدير جاء بعد التحقيق في مزاعم لصور قيل إنها « إساءة معاملة لعجول في غزة ».

وكانت الصحيفة الأستراليّة المذكورة قد نشرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عدداً من الصور ومقاطع فيديو تتعلّق بذبح العجول، وقد لفتت إلى أنها التقطت في شوارع مدينة غزّة وأحيائها وهي تظهر وحشيةً وسوء معاملة..

 صحيفة استرالية: إساءة معاملة العجول في غزة

وأشارت الصحيفة إلى أن التعرّف على المواشي التي تعرضّت لسوء المعاملة، تمّ عن طريق بطاقات التعريف البلاستيكيّة المعلقة بآذانها.

ويجهل عدد كبير من الذابحين ذبح الأضحية برفقٍ حسب التقاليد والتعاليم الإسلامية، علاوة على ان عدد كبير من هواة التصوير يوثقون عملية الذبح الغير رحيم، ومن ثم ينشرونها على صفحات التواصل الاجتماعي على سبيل التباهي بالتقاط الصور العنيفة للذبيحة.

الذباح راشد (35 عاماً) يقول: نضطر في أحيانٍ كثيرة لاستخدام طرق ووسائل عنيفة عند ذبح المواشي، وذلك للسيطرة عليها.

ذباح: نضطر في أحيانٍ كثيرة لاستخدام طرق ووسائل عنيفة عند ذبح المواشي للسيطرة عليها

ومن الواضح من خلال حديث « فلسطين اليوم » إلى راشد أنه لا يعي تداعيات الذبح الغير رحيم على سوق المواشي في غزة.

ويضيف: لا يوجد طريقة أخرى غير العنف للسيطرة على الذبيحة.

وتجري مراسم ذبح المواشي في عيد الأضحى المبارك، في الشوارع والطرقات العامة، أمام أنظار أفراد العائلة والحيّ، ولا توجد رقابة حكومية على طريقة الذبح، كما لا يوجد قانون ينظم علميات الذبح في المسالخ خاصة أن عدد المسالخ البلدية قليلة، مقارنة بحجم الأضاحي في ذلك الموسم.

 

لا توجد رقابة حكومية على الذبح، أو وجود قانون ينظم علميات الذبح في المسالخ خاصة أن عدد المسالخ البلدية قليلة، مقارنة بحجم الأضاحي

ويحافظ عدد كبير من الغزيين على سُنَةِ الأضحية، حيث يستهلك قطاع غزة في عيد الأضحى أكثر من 13 ألف رأس من العجول، بينما يستهلك من الأغنام 30 ألف رأس.

يقول ذباح آخر –تحفظ على نشر اسمه- أن تلك الممارسات والعادات الخاطئة تخرج من أناس دخلاء على مهنة الذبح، وليس لها باع في هذا المجال، مشيراً أنهم يفتقدون للدراية الكافية في فنيات الذبح.

وقال لـ« فلسطين اليوم »: لا اذكر في حياتي وأنا ذباح أب عن جد، أني استخدمت العنف مع المواشي، وذلك ناتج عن الخبرة التي أمتلكها، وناتج عن الأوامر والتعاليم الإسلامية التي تخص الذبح.

 

 ذباح آخر: الممارسات والعادات العنيفة والخاطئة تخرج من أناس دخلاء على مهنة الذبح ويفتقدون للدراية الكافية في فنيات الذبح

ودعا وزارة الزراعة وبلديات قطاع غزة إلى تنظيم المهنة، وإعطاء تراخيص للذبح والذباح، واعتماد المسالخ البلدية لذبح الأضاحي.

وتنشر جماعات الضغط المدافعة عن حقوق الحيوان « أنيمالز أستراليا » صوراً وفيديوهات تظهر الذبح الغير رحيم في غزة.

سامي البطنيجي (أبو أحمد) صاحب مزرعة عجول شرق قطاع غزة يوضح أن عدد من الذباحين يسيئون معاملة تلك المواشي؛ الأمر الذي يؤثر سلباً على استيرادها من الدول الأوربية.

 تاجر مواشي: إساءة ذبح المواشي أثر سلباً على استيرادها من الدول الأوربية

وبين البطنيجي لـ« فلسطين اليوم » أن أبرز أساليب العنف التي تستخدم عند ذبح الحيوانات والتي تخرج عن إطار وشروط ذبح الأضحية في الإسلام، ضربها على منطقة « العرقوب » في قضيب معدني لكسر رجلها، وفقع عيناتها، ومهاجمتها بالعصي الثقيلة، والضرب الشديد على راس.

وكشف البطنيجي أن عدد من المفتشين البرازيليين جاءوا إلى غزة العام الماضي لمراقبة طريقة معاملة ماشيتهم في قطاع غزة، مشيراً أنهم أشادوا بالمسلخ البلدي، ورخصوا عدد من المزارع، وبعد نشر مقاطع فيديو العام الماضي توثق الإساءة لتلك المواشي تم سحب تلك التراخيص وامتنعوا عن تصدير الماشية لغزة، بعد إدانات واسعة للحكومة البرازيلية من قبل هيئات حقوق الحيوان.

وقال: للأسف أحيانا يتحول ذبح الأضاحي إلى قتل الأضاحي في صورة تتنافى مع التعاليم الإسلامية.

وأضاف: جهل الذباح، وقلة الدراية بالذبح، وانعدام الوازع الديني سبب الذبح الغير رحيم للأضاحي.

وأشار إلى أنه لا بد من وجود ناظم لمهنة الذبح بما يحقق السلامة للاستيراد والسلامة للمواطنين.

ومن شروط الذبح حسب التعاليم الإسلامي انه يجب قطع الأوداج الأربعة وهي الحلقوم والمريء وعرقان في صفحتي العنق، ولا يتجاوز عن ذلك إلا في التي تمتنع.

ولا يجوز للذباح أن يتمادى في الذبح حتى يصل إلى الحبل الشوكي فيقطعه، لأن في ذلك من التعذيب الغير ضروري للذبيحة.

 شروط الذبح حسب التعاليم الإسلامية أرقى عشرات المرات من تلك التي تنادي بها جمعيات حقوق الحيوان في العالم لكن المشكلة تكمن في التطبيق العملي من قبل الذباح

 وأن تكون الذبيحة على قيد الحياة عند ذبحها، وأن تموت بِفعل الذبح لا بغيره، فلا يقوم الذابح بإلقاء حجرٍ عليها لتموت بسرعة وغيرها من الأمور التي تجعل الموت بسببٍ غير الذبح.

 ومن الآداب أن يريح الذابح ذبيحته، ويشحذ السكين، ويسرع بإمرارها، ولا ترى البهيمة أختها وهي تذبح، ولا يستعجل بكسر رقبتها أو سلخها، ويجعلها إلى القبلة.

 

الفيديو من العام الماضي وليس الحالي،،،